مهمته الجديدة قلصت أكثر التمثيل الدبلوماسي المغربي في تونس.. الملك عين ابومراتن سفيرا جديدا في النيجر بعدما قضى 5 سنوات في الجزائر
شملت قائمة السفراء الجدد للمغرب، الذين عينهم الملك محمد السادس خلال اجتماع المجلس الحكومي الذي انعقد يوم أمس الجمعة بالقصر الملكي بالرباط، 5 دول إفريقية، من بينها جمهورية النيجر، البلد المنتمي لمنطقة الساحل، إذ جرى تعيين محمد ابومراتن سفيرا جديدا للمملكة فيه، بعدما كان في السابق نائب للسفير المغربي بالجزائر وتونس.
وعين العاهل المغربي ابومراتن ليخلف السفير المنتهية مهامه، علال العشاب، الذي لعب دورا دبلوماسيا واضحا في التقارب المتسارع بين الرباط ونيامي خلال السنوات الأخيرة، بعدما عمر في منصبه منذ سنة 2016، وكان آخر ظهور بارز له في يوليوز الماضي حين قدم المغرب للنيجر محطة كاملة لإنتاج الكهرباء مكونة من 9 مولدات، كهبة ملكية.
والسفير أبومراتن، وفق السيرة الذاتية الموجزة التي جرى تعميمها من طرف وزارة الشؤون الخارجية المغربية، إثر تعيينه يوم أمس، يبلغ من العمر 61 عما، ولم يسبق له أن كان سفيرا للمملكة قبل الآن، لكنه شغل منصب رئيس قسم بمديرية الشؤون القنصلية، وكان، منذ 2021، نائبا للسفير المغربي في تونس.
وإلى جانب ذلك، كان أبومراتن نائبا للسفير المغربي بالجزائر خلال الفترة ما بين 2011 و2016، وهي مدة طويلة لأي دبلوماسي في هذا الموقع، تحديدا حين يتعلق الأمر بالبلد الذي يعيش على وقع صدام مزمن مع المملكة بسبب ملف الصحراء، والذي أعلن منذ 2021 عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب من جانب واحد.
والملاحظ أيضا أن ابومراتن كان نائبا للسفير المغربي في تونس قبل استدعائه للذهاب في مهمة جديدة إلى نيامي، والسفر المعني هو حسن طارق، الذي استدعته المملكة إلى الرباط منذ غشت 2022، إثر أزمة استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي بوصفه "رئيس دولة"، ولم يعد منذ ذلك التاريخ، ما يعني أن ابومراتن كان مثابة السفير الفعلي، وأن التمثيل الدبلوماسي للمملكة على الأراضي التونسية تقلص أكثر.
والمثير للانتباه، أن التعيين الملكي للسفير الجديد، تزامن مع وصول السفير الجزائري الجديد، أحمد السعدي، إلى نيامي، حيث قدم يوم أمس الجمعة، أوراق اعتماده لوزير الشؤون الخارجية في الحكومة الانتقالية جمهورية النيجر، بكاري ياو سانغاري، في ظل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين، منذ انقلاب 26 يوليوز 2023 ضد الرئيس محمد بازوم المدعوم من قصر المرادية.
وفي أبريل الماضي، قالت الإذاعة والتلفزة النيجيرية إن وزارة الخارجية استدعت سفير الجزائر المهدي بن خدة، للاحتجاج على عمليات الإرجاع العنيفة للمهاجرين من قبل سلطات بلاده، داعية إلى احترام كرامة المهاجرين والعلاقات بين البلدين، وذلك بعد الصور التي انتشرت لمواطنيها المطرودين وهم على الحدود بين البلدين في وضع إنساني صعب.
وقالت وكالة الأنباء النيجيرية، من جهتها، إن نائب الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والنيجريين بالخارج بالنيجر، عمر إبراهيم سيدي، نقل احتجاج سلطات نيامي للسفير بن خدة، هذا الأخير الذي أبلغ سلطات نيامي بأن بلاده كثفت عمليات الإعادة القسرية للمهاجرين المنتمين لدول إفريقيا جنوب الصحراء، والموجودين في وضع غير قانوني، وذلك في غمرة الصدام الدبلوماسي بين البلدين.
وفي المقابل، فإن النيجر من دول الساحل التي أعلنت بشكل رسمي، انخراطها في مبادرة الملك محمد السادس لتمكين دول المنطقة من الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر ميناء الداخلة الجديد، ففي دجنبر الماضي، كان وزير الشؤون الخارجية والتعاون والنيجيريين بالخارج، باكاري ياو سانغاري واحدا من المسؤولين الحكوميين الحاضرين في اجتماع مراكش، الذي دعا له نظيره المغربي ناصر بوريطة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :